تشهد المسالخ في نواكشوط، وخاصة مسلخ تنويش، عمليات ذبح تتم في ظروف غير صحية، مع غياب شبه تام للرقابة البيطرية. يُلاحظ أن الذبح يتم في أماكن مفتوحة، مما يعرض اللحوم للتلوث، ويزيد من مخاطر انتقال الأمراض إلى المستهلكين
يتولى إدارة شركة مسالخ نواكشوط مدير منذ عشر سنوات، بينما يدير مسلخ تنويش مسير منذ 23 عامًا، دون أن تشهد هذه الإدارات أي تجديد أو إصلاحات تُذكر. يُتهم هؤلاء المسؤولون بالتركيز على جمع الضرائب دون تقديم خدمات حقيقية تضمن سلامة اللحوم وصحة المواطنين.
رغم تلقي وزارة التنمية الحيوانية عدة تقارير حول الوضعية السيئة للمسالخ، إلا أن الإجراءات المتخذة لا تزال محدودة. ففي مارس 2025، قامت الوزارة بجولة تفقدية لبعض المسالخ المؤقتة في نواكشوط، بهدف ضبط فوضوية الذبح في الأماكن العامة، إلا أن هذه الزيارات لم تُترجم إلى تحسينات ملموسة في مسلخ تنويش .
تشير تقارير إلى أن الفساد المستشري في وزارة الثروة الحيوانية يُعد من أبرز العوائق أمام إصلاح قطاع المسالخ. فقد اتهمت نقابة عاملة في مجال الصحة العمومية الوزير الحالي بالانحياز للوبيات فساد داخل القطاع، مما يعرقل جهود الإصلاح ويُبقي على الوضع المتردي للمسالخ .
في ظل هذه الأوضاع، يُطالب المواطنون والمهتمون بالشأن الصحي بضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لإصلاح قطاع المسالخ، بدءًا من تحديث البنية التحتية، وتفعيل الرقابة البيطرية، ومحاسبة المسؤولين عن الفساد، لضمان توفير لحوم صحية وآمنة للمستهلكين.
إن استمرار الوضع الحالي في مسلخ تنويش وغيره من المسالخ في نواكشوط يُشكل تهديدًا حقيقيًا للصحة العامة، ويتطلب تدخلًا جادًا من السلطات المعنية لوضع حد للفوضى والفساد المستشري في هذا القطاع الحيوي.